بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ميزان الاعتدال
العدل نظام كل شيء، والإنصاف عزّ في هذه الأيام، وسيطر مكانه الخلاف، فصارت الحاجة ماسّةً إلى المنهج السليم، والقسطاط المستقيم، لنزن الأمور، ونبتعد عن الجور، ولا يزال الناس على طريقة الغلو والطعن فيمن يخالفهم، والمبالغة في نقدهم، بلغة شديدة، وعصبية عجيبة، لا يبالون بتصدير الأحكام، عدوانًا وجهلًا، وكأننا لن نجتمع عند الواحد القهار، {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (غافر: ١٧)، ما سلك هؤلاء سبيلًا مستقيمًا، ولا تحروا منهجًا قويمًا، بل منهجًا بعيدًا عن الإنصاف، لهجته بالغة الاستخفاف، ما سلم منه الصحابة الكرام، ولا الأئمة الأعلام {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: ٩٠).
ما يضر البحر أمسى زاخرًا
أن رمى فيه غلام بحجر
وقالوا في الأمثال: من لم يحسن إلى الناس قبحت إساءته، ومن حسنت مساعيه، طابت مراعيه، ومن كرم خلقه وجب حقه، ومن ساء خلقه ضاق مَذْقه، فالقواعد والأصول اللازمة للوصول للحق والصواب، في المجادلات والحوارات، العدلُ والوفاءُ، والبذلُ والعطاءُ، وإنزال الناس منازلهم، ودفع الظلم عنهم، وليس من عادة الكرام سرعة الانتقام، وارحم من دونك يرحمْك مَنْ فوقك، ومن أساء فعلى نفسه اعتدى، ومن طال تعديه كثرت أعاديه، فالتعصب المذموم، والغلو المشؤوم، كم جلبا للإنسان من شر، وأوقعا صاحبهما في خُسْر، وكم يعقب صاحبهما من ضير، ويحرم بسببهما من خير، وبناء على ما جاء في الآيات، وقواعد التعامل البينات، قال تعالى {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة: ٨).
فاحرص مع الآخرين على الإنصاف، ولا تضخم مسائل الخلاف، واحذر آفة الانحراف.. الحسد، من اتصف به ضاق صدره، وغاب وعيه، وجانبه الصواب، وليس من الإنصاف ازدراء الناس، فلا تجحد ما للإنسان من فضل، ولا تفرح بذنبه، ولا تبحث عن هفواته وتصيدها، فمن مال إلى الحق، مال إليه الخلق، ومن حفر بئرًا لأخيه، كان حتفه فيها، واستعن على العدل بقلة الطمع، وشدة الورع، فإن في حفظ المودّات، ورعاية الحرمات، حسنَ الوفاء، وطيبَ الثناء، والرسوخ ُفي الإنصاف بحاجة إلى قدر كبير من خلق رفيع، ودين متين، فاحذر قلة الإنصاف، فالإنصاف طريق الائتلاف.
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة
بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
نسأل الله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ميزان الاعتدال
العدل نظام كل شيء، والإنصاف عزّ في هذه الأيام، وسيطر مكانه الخلاف، فصارت الحاجة ماسّةً إلى المنهج السليم، والقسطاط المستقيم، لنزن الأمور، ونبتعد عن الجور، ولا يزال الناس على طريقة الغلو والطعن فيمن يخالفهم، والمبالغة في نقدهم، بلغة شديدة، وعصبية عجيبة، لا يبالون بتصدير الأحكام، عدوانًا وجهلًا، وكأننا لن نجتمع عند الواحد القهار، {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (غافر: ١٧)، ما سلك هؤلاء سبيلًا مستقيمًا، ولا تحروا منهجًا قويمًا، بل منهجًا بعيدًا عن الإنصاف، لهجته بالغة الاستخفاف، ما سلم منه الصحابة الكرام، ولا الأئمة الأعلام {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: ٩٠).
ما يضر البحر أمسى زاخرًا
أن رمى فيه غلام بحجر
وقالوا في الأمثال: من لم يحسن إلى الناس قبحت إساءته، ومن حسنت مساعيه، طابت مراعيه، ومن كرم خلقه وجب حقه، ومن ساء خلقه ضاق مَذْقه، فالقواعد والأصول اللازمة للوصول للحق والصواب، في المجادلات والحوارات، العدلُ والوفاءُ، والبذلُ والعطاءُ، وإنزال الناس منازلهم، ودفع الظلم عنهم، وليس من عادة الكرام سرعة الانتقام، وارحم من دونك يرحمْك مَنْ فوقك، ومن أساء فعلى نفسه اعتدى، ومن طال تعديه كثرت أعاديه، فالتعصب المذموم، والغلو المشؤوم، كم جلبا للإنسان من شر، وأوقعا صاحبهما في خُسْر، وكم يعقب صاحبهما من ضير، ويحرم بسببهما من خير، وبناء على ما جاء في الآيات، وقواعد التعامل البينات، قال تعالى {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة: ٨).
فاحرص مع الآخرين على الإنصاف، ولا تضخم مسائل الخلاف، واحذر آفة الانحراف.. الحسد، من اتصف به ضاق صدره، وغاب وعيه، وجانبه الصواب، وليس من الإنصاف ازدراء الناس، فلا تجحد ما للإنسان من فضل، ولا تفرح بذنبه، ولا تبحث عن هفواته وتصيدها، فمن مال إلى الحق، مال إليه الخلق، ومن حفر بئرًا لأخيه، كان حتفه فيها، واستعن على العدل بقلة الطمع، وشدة الورع، فإن في حفظ المودّات، ورعاية الحرمات، حسنَ الوفاء، وطيبَ الثناء، والرسوخ ُفي الإنصاف بحاجة إلى قدر كبير من خلق رفيع، ودين متين، فاحذر قلة الإنصاف، فالإنصاف طريق الائتلاف.
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة
بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
نسأل الله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.
الإثنين نوفمبر 29, 2021 8:37 pm من طرف سي الهادى
» إن أرادني شريكة دربه سأكون لطريقه المنار
الإثنين نوفمبر 29, 2021 8:29 pm من طرف سي الهادى
» ليس الفعل بالكلام
الإثنين نوفمبر 29, 2021 8:21 pm من طرف سي الهادى
» مفهوم الأمية
الإثنين يناير 11, 2021 9:56 pm من طرف سي الهادى
» مد يديك لكل جميل..
الإثنين يناير 11, 2021 9:52 pm من طرف سي الهادى
» تعريف ومعنى الإيثار
الإثنين يناير 11, 2021 9:46 pm من طرف سي الهادى
» اغرب رجل على وجه الأرض
السبت يناير 02, 2021 9:23 pm من طرف سي خرالدين
» نصائح............
السبت يناير 02, 2021 9:18 pm من طرف سي خرالدين
» هل تعلمون بأي سنة هجرية نحن .
السبت يناير 02, 2021 12:08 am من طرف نهار هيفوف